جامعة بيرزيت كلية الد ارسات العليا برنامج الماجسير في القانون رسالة ماجستير بعنوان المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية في فلسطين

Transkript

1 جامعة بيرزيت كلية الد ارسات العليا برنامج الماجسير في القانون رسالة ماجستير بعنوان المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية في فلسطين )د ارسة مقارنة( Civil Liability in Plastic Surgery in Palestine (A Comparative Study) اعداد الطالبة: أريج نايف الشيخ الرقم الجامعي: بإش ارف: د. يوسف شندي 2018

2 جامعة بيرزيت كلية الد ارسات العليا المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية في فلسطين )د ارسة مقارنة( Civil Liability in Plastic Surgery in Palestine (A Comparative Study) إعداد الطالبة: أريج نايف الشيخ بإش ارف: د. يوسف شندي قدمت هذه الرسالة استكماال لمتطلبات درجة الماجستير في القانون من كلية الد ارسات العليا جامعة بيرزيت فلسطين 2018

3 Ay-f.... (lu1:1w,ti ) C:?Jli!JI -9:1. J ( ) 6:!JJJ J.J ( ) \ i. J

4 ه شكر و تقدير ق ال ه س ه لم : " ل ي ش ك ر ه ا لل م ن ل ي ش ك ر الناس " فالحمد والشكرهلل دائما وأبدا ر س ول ا لل ص ه لى ه ا لل ع ل ي ه و أتقدم بجزيل الشكر وعظيم العرفان إلى د. يوسف الشندي الذي زادني شرف بقبوله اإلشراف على رسالتي كما أتقدم بالشكر املوصول إلى أساتذتي في لجنة النقاش د. محمود دودين و د. احمد السويطي اللذان دعماني بآرائهم ومالحظاتهم البناءة املثرية وأتوجه أخيرا بالشكر الجزيل إلى كل من ساندني ودعمني في أتمام كتابة هذه الرسالة فلهم مني جميعا كل ا لحترام والتقدير ب

5 اإلهداء إلى كل لحظة ي نطق ب ها عدل و ي سحق بها ظلم... إليكم أفواه الحق إلى الذين غمرتهم أمواج الظلم و تسلحوا بأمعائهم الخاوية... إليكم أصحاب الكرامة إلى الذين رحلوا بحسرة قبل بزوغ الفجر إلى تلك العيون الغائرة واأليادي القابضة املرتجفة... إليك عودتي إلى األمل كلما ساورنا اليأس إلى واحة السكينة كلما عصفت بنا الريح... إليك أمي إلى من علمنا اإلصرار كلما اشتد الظالم و حتمية الوصول ملن يواصل املسير... إليك أبي إلى الريح التي تمأل شراعي إلى سندي ونقائي وطهري إلى سري األول وقراري األخير... إليك زوجي إلى صورتي الصادقة في هذا العالم... إليك طفلي إلى من سكنوا شغاف القلب إلى فضائي األرحب... إليكم أخوتي إلى أحرارالنطق وأسياد الكلمة إلى شموع الظالم... إليكم أساتذتي متواضعة أقدم عملي هذا... ج

6 الملخص أصبحت الج ارحة التجميلية في األونة األخيرة خيا ار اساسيا لفئات عديدة من المجتمعات العربية والغربية على إعتبار أنها ملجأ في الخالص من اآلم جسدية ونفسية فقد يقدم عليها الفرد لغايات عالجية هادفة إل ازلة تشوهات وعيوب خلقية أو لغايات جمالية بحتة لظهور بمظهر أجمل وأكثر شبابا إال أنه قد تكون نتائج هذه الج ارحة على غير المتوقع والمرغوب به من قبل المقدمين عليها خصوصا أن قياس مدى نجاحها من فشلها من منظور الخاضعين لها مرتبطا بصورة وثيقة بالنتائج الخارجية والظاهرية لها بإعتبار أنها وثيقة الصلة بالدوافع الداخلية والنفسية لألشخاص وهو ما يعتبر نسبيا بدرجة كبيرة وغير متوقعة. لذلك جاءت هذه الد ارسة لتحديد مفهوم الج ارحة التجميلية في ظل وقوعها على عدة صور طبية تجمع بين الج ارحة التصليحية أو الترميمية التي تحوي بداخلها الغاية العالجية والتجميلية في آن واحد والج ارحة التجميلية التحسينية والتي تنحصر ضمن الغاية التجميلية البحتة لما في ذلك من تأثير واضح على طبيعة المسؤولية المدنية الناشئة عن الج ارحة التجميلية في حالة وقع خطأ طبي أثنائها وعليه ركزت الد ارسة في فصلها األول على مفهوم الج ارحة التجميلية وأنواعها ودوافعها وموقف الفقه منها في المبحث األول والطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية ذات وااللتز امات الطبيعة الخاصة بالجر اح التجميلي في المبحث الثاني. إال أن قيام هذه المسؤولية بحق الج ارح التجميلي ال تقف عند حدود رضا المقدم على العملية التجميلية من عدمه فال بد من توافر عناصر المسؤولية لقيامها وهذا ما أتجهت الد ارسة إلى تناوله في الفصل د

7 الثاني حين ناقشت أركان المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية من ناحية الخطأ والضرر والعالقة السببية ال اربطة بينهما وكيفية إثباتهما وعلى من يقع عبء ذلك في ظل خصوصية هذه الج ارحة في المبحث األول واآلثار المترتبة على قيام هذه المسؤولية من ناحية دعوى التعويض التي يقيمها المضرور على الج ارح التجميلي محددا أط ارفها وكيفية تقدير عناصرها والقيمة القانونية لإلتفاقيات المعدلة لها في المبحث الثاني. وقد توصلت هذه الد ارسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها ان التكييف القانوني اللت ازم الجر اح الت ازما التجميلي ببذل عناية مع م ارعاة االلت ازمات الخاصة بهذا الج ارحة بخروجها عن األساس العام للمساس بالسالمة الجسدية المقتصر على الغاية إال العالجية أن التطور الحاصل بإعتبار اآللم النفسي بمثابة المرض الالزم للعالج ووجود عمليات تجميلية تجمع بين العالج والجمال في آن واحد مكنها من فرض ذاتها على الساحة الطبية بقوة لذلك ال داعي للمغاالة في التشدد بطبيعة االلت ازم برضا المريض إال تتم ال أنها طالما وإعالمه الشامل الكامل هذا إلى جانب إتجاهات قضائية ظهور حديثة لتخفيف عبء اإلثبات على المريض المضرور كفكرة الخطأ المفترض والت ازم السالمة م ارعاة لوضعه وعدم المامه بتفاصيل العمل الطبي. وعلى الرغم من ذلك إال أن هذا التطور لم يطال لهذا الحين المنظومة القانونية الفلسطينية التي ما ازل يعتريها النقص والقصور في أحكام المسؤولية تغطية المدنية للطبيب في الج ارحة التجميلية كصورة من صور المسؤولية المدنية والرجوع إلى القواعد العامة للمسؤولية لمحاولة اسقاطها على واقع هذه الج ارحة إال أنها تبقى قاصرة عن حداثتها م ارعاة وخصوصيتها. ه

8 Abstract Recently, Plastic surgeries have become an essential choice for many people in both Arab and Western societies as a means of overcoming physical and psychological pain. People may choose to have such surgeries for therapeutic purposes in case of deformities and birth defects, or they may seek it for aesthetic purposes whereby they could look younger and more beautiful. However, outcomes of such surgeries may be unexpected and undesirable for some patients, primarily because success or failure of such surgeries is related to its external results. Moreover, the results of such surgeries are closely connected to the internal and psychological motives of patients, which differ from one patient to another. The study defines the concept of plastic surgeries, which applies to both reconstructive surgeries and cosmetic surgeries, although the former are performed for therapeutic and cosmetic reasons and the latter are performed for cosmetic reasons only. This thesis also illustrates the civil liability arising from such plastic surgeries in the event of a medical error. Therefore, the first chapter of this thesis addresses the definition of a plastic surgery, its types and motives as well as its related jurisprudences and all are included under section I, while section II includes the legal nature of civil liability resulting from plastic surgeries along with surgeon s obligations. و

9 Nevertheless, the civil liability of the plastic surgeon does not arise from the patient s approval to undertake the surgery, but it depends on the presence of its essential elements. Consequently, the elements of civil liability are discussed in the second chapter of this thesis including the wrongful act, damage and the causal relationship between them, as well as the burden of their proof in section I. Whereas, the effects of such liability including the claim for compensation by the patient against the plastic surgeon, its parties, its components and the legal value of relevant agreements are discussed in section II. The main conclusion points of this thesis are the following: the obligation of the plastic surgeon is an obligation to take reasonable care considering the nature of the plastic surgery, which exceeds the therapeutic aspects. However, the recent consideration of psychological pain as normal pain that requires therapy and the performance of plastic surgeries for both therapeutic and cosmetic reasons enable it to prove itself and expand its functions. Therefore, it is not mandatory to limit the determining factors of such obligations as long as the surgery is performed upon the patient s approval and after his comprehensive knowledge of the surgery and its consequences. In addition to the recent judicial trends aiming to reduce the burden of proof on behalf of the deterred patient, through, for example, pre-assuming a wrongful act and safety responsibility, and taking in consideration the patient s case situation and his ignorance of medical ز

10 work. However, such developments are not reflected within the Palestinian legal system, concerning the civil liability of plastic surgeons, as such liability is governed by the general rules of liability, which ignore the special nature of plastic surgeries. ح

11 الفهرس الملخص...د... Abstract و مقدمة...1 الفصل األول: ماهية المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية المبحث األول: تحديد مفهوم الج ارحة التجميلية وأنواعها المطلب األول: مفهوم الج ارحة التجميلية المطلب الثاني: أنواع الج ارحة التجميلية المبحث الثاني: المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية من حيث الطبيعة وااللت ازمات المطلب األول: طبيعة المسؤولية المدنية للج ارح التجميلي المطلب الثاني: الت ازمات الطبيب في الج ارحة التجميلية الفصل الثاني: قيام المسؤولية المدنية للطبيب في الج ارحة التجميلية المبحث األول: أركان المسؤولية المدنية للطبيب في الج ارحة التجميلية المطلب األول: الخطأ المطلب الثاني: الضرر المطلب الثالث: عالقة السببية المبحث الثاني: اآلثار المترتبة على قيام المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية المطلب األول: دعوى التعويض كآثر لقيام المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية المطلب الثاني: التعويض واتفاقيات اإلعفاء من المسؤولية الخاتمة المصادر والم ارجع المصادر الم ارجع ط

12 مقدمة مما ال شك فيه أن كل شخص أهال للتصرف يبقى مسؤوال عن أفعاله بما تحمل في طياتها من نفع أو ضرر فكيف يكون ذلك عندما تكون حياة اإلنسان محال لهذا التصرف فمن البديهي أن تتعاظم المسؤولية لتخرج من نطاقها المهني والقانوني إلى نطاقها اإلنساني فالطب مهنة إنسانية عظيمة تلقي على عاتق أصحابها مسؤولية كبيرة خصوصا في ظل التطور الطبي الهائل وما يحمل في طياته من خليط إيجابي-سلبي تتجسد سلبيته في أخطاء طبية قد تودي بحياة العديد وإنطالقا من من األف ارد. ذلك كرست كافة الش ارئع والقوانين الوضعية واألخالقية حرمة المساس بالجسم البشري وقدسية التعامل معه وحمايته إال في حدود حمايته وعالجه. لذلك نجدها وانطالقا من فكرة الحماية ذاتها أفسحت المجال أمام الجهود الطبية لقيامها بما يلزم للحفاظ على هذا الجسم وشفائه. عام 1 والتي ولعل أبرز الصور التي تجسدت فيها هذه الجهود كانت الج ارحة الطبية بشكل تشكل بدورها ركيزة من أهم ركائز العمل الطبي ا وممر للعديد من العالجات األساسية والضرورية حيث عرفت الج ارحة الطبية لغة: باألثر أو الشق أو القطع في البدن بإستخدام السالح أو الحديد وما شابههما لتحدث شقا في الجلد وقطع اللحم بآلة الج ارح أو ما يدخل بحكم السالح وأثره 2 وتهدف بشكل 1 نستدل على ورود ذلك في القانون الفلسطيني من خالل نص المادة )2( التي بينت معاني المصطلحات الواردة في قانون اطباء الصحة رقم 58 لسنة 1947 الساري في قطاع غزة حين وضحت االعمال الداخلة ضمن مهنة الطب بأنها" فحص المرضى أو المصابين أو تشخيص مرضهم أو معالجتهم أو وصف األدوية لهم أو عيادة النساء لتوليدهن أو القيام بسائر الخدمات التي يقوم بها عادة الطبيب أو الج ارح أو االختصاصي في التوليد" لنالحظ ان ما يقوم به الج ارح ضمن االعمال الممارسة لمهنة الطب. 2 معجم لسان العرب )422/2(. معجم لسان الوسيط )115/1(. 1

13 أساسي إلى استئصال عضو تالف أو ضار أو استخ ارج سائل دموي أو قرحي أو عالج ما تحدثه آلة في جسم اإلنسان بالكي أو البتر أو الحسم إلى جانب عالج األم ارض الباطنة والخفية. 3 في حين جاء بيان الج ارحة الطبية إصطالحا على أنها "فن من فنون الطب يعالج باإلستئصال أو باإلصالح أو بالز ارعة أو غيرها من الطرق التي تعتمد على الشق والجرح والخياطة" 4 الى جانب إعتبارها "واحدة من التخصصات الطبية المعنية بعالج األم ارض أو االصابات عن طريق استخدام يدوي آلالت الج ارحة ويطلق عليها التدخل الج ارحي". 5 جاءت الموسوعة ذاته السياق وفي الطبية المتخصصة وعرفتها بأنها "إج ارء ج ارحي بقصد عاهة إصالح أو رتق تمزق أو عطب أو بقصد اف ارغ صديد أو سائل قرحي آخر أو استئصال عضو مريض أو شاذ فهي عالج بديل لمرض أو آفة تفشل سبل العالج األخرى في معالجتها". 6 فالعمل الطبي يكون هادفا للعالج بالدرجة األولى وقد يأخذ هذا العالج أشكاال عدة كالخالص من المرض برمته أو تخفيف من حدته أو قد يكون سبيال في اكتشافه لغايات الوقاية منه على األقل شريطة أن يكون هذا العمل من ضمن األعمال المتوافق عليها في القواعد العامة المقررة في علم الطب وأن يتم تنفيذه وفقا للمجرى العادي لألمور نادية قزمار الج ارحة التجميلية الجوانب القانونية والشرعية )د ارسة مقارنة( دار الثقافة ط ص 37. أحمد كنعان الموسوعة الطبية الفقهية )موسوعة جامعة لألحكام الفقهية في الصحة والمرض والممارسات الطبية( دار النفائس الطبعة االولى بيروت 2000 ص نادية قزمار مرجع سابق ص 38. ص محمد الشنقيطي أحكام الج ارحة الطبية واآلثار المترتبة عليها رسالة داكتورة الجامعة االسالمية مكتبة الصحابة الطبعة الثانية 1994 محمود نجيب حسني شرح قانون العقوبات )القسم العام( دار النهضة العربية 1977 ص

14 وتقسم األعمال الطبية الج ارحية الممارسة على الجسم البشري إلى نوعين: األعمال الطبية أولها للج ارحة العالجية التي تهدف الى معالجة المريض وتخليصه من اآلآلم وإطالة بقائه على قيد أمد الحياة وتحقيق أو محاولة تحقيق الهدف الجوهري لصالحه والمتمثل في شفائه من المرض. ومن هذه األعمال: معالجة الحروق والجروح واستئصال ال ازئدة الدودية ورفع االو ارم السرطانية وإ ازلتها وقسطرة القلب وغيرها. ويذكر البعض تعريفا آخر لهذه الج ارحة بأنها األعمال التي تعتني بعالج األم ارض التي ال يمكن شفاؤها إال بهذا التدخل الج ارحي ليكون قصد الشفاء فيها ملحوظا 8. وثانيها األعمال 9 الطبية التجميلية )ج ارحة الترف أو الشكل( موضوع هذه الدر اسة والتي ذهب البعض إلى تعريفها قائال أنها: الج ارحة التي ال يكون الغرض منها عالجيا مرضيا بل تهدف إ ازلة إلى تشويه حدث في جسم او خلقي بفعل مكتسب المريض أو وظيفي عن طريق التدخل الج ارحي. 10 نجدها تختلف لذلك عن الج ارحات األخرى في طبيعتها والت ازماتها ودوافع القيام بها التي تتفاوت بين الغايات العالجية كإ ازلة التشوهات وغايات غير عالجية حبا بالتج مل والبحث عن الرضا النفسي التام. 11 وتعد الج ارحة التجميلية من أقدم الج ارحات التي عرفتها مهنة الطب فقد كانت بدايتها البسيطة عندما حاول الف ارعنة ز ارعة الجلد ثم أصبحت تصقل بشكل أوضح عند الهنود عند محاوالتهم المتكررة لنقل فهد الحزمي الوجيز في احكام الج ارحة الطبية واالثار النترتبة عليها ( رسالة داكتوره( جامعة صنعاء بغداد ص 3. عيد العازمي ج ارحة التجميل بين المشروعية والمسئولية دار النهضة العربية القاهرة ٢٠١٠ ص ١٠. منذر الفضل المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية )د ارسة مقارنة( الدار العلمية الدولية الطبعة االولى االردن 2000 ص 6. محمد الشنقيطي مرجع سابق ص 43. 3

15 الجلد وتغطية تشوهاته. 12 كذلك الحال في المجتمعات اإلسالمية 13 والعربية التي ظهرت فيها بعض المحطات الخاصة بج ارحة الشكل. 14 فقد كان ابن سينا وابن رشد يستئصلون الجلد ال ازئد فوق الجفون في القرن العاشر ميالدي كانت في حين أول عملية ج ارحية لتكبير حجم الثدي في العهد البيزنطي في القرن السابع ميالدي ثم توالت عمليات شد الوجه والبطن في القرن التاسع عشر. 15 اما بخصوص المجتمعات األوروبية فقد بدأت تظهر فيها بعض صور هذه الج ارحة بعد ويالت الحروب العالمية األولى والثانية وذلك للتخلص مما أحدثته من تشوهات وأض ارر جسدية بحق شعوبها نتيجة األسحلة التي تم استخدامها 16 حيث بدأت هذه الج ارحة تستقل بأصولها وتعليماتها الخاصة للدرجة التي أصبح فقد أي إصالح أو تعويض يستطيع اإلنسان أو نقص بجسمه. 17 وعلى الرغم من ذلك فقد بقيت هذه الج ارحة ذات نطاق محدود حتى القرن العشرين حيث بدأ العمل أوسع بشكل فيها يزداد في جسم اإلنسان كج ارحة األنف واألذن والجلد لكنها سرعان ما انتشرت بين 12 يعود ذلك الى عادات الهنود انذاك حين كانت عقوباتهم للسارق وال ازني تتمثل في قطع االنف وتشويه الوجه مما جعلهم يبحثون فيما بعد عن اليات للتخلص من هذه العالمات ودالالته السيئة. مشروك رشيدة المسؤولية المدنية في مجال الج ارحة التجميلية )رسالة ماجستير( جامعة العقيد اكلي محند اولحاج 2015 الج ازئر ص ومن ابرز ذلك ما جاء في السنة أن عرفجة بن أسعد ق طع أنفه يوم الكالب فأتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه فأمره النبي صلى هللاا عليه وسلم فأتخذ أنفا من ذهب. الهام عبد هللاا باجنيد موقف الشريعة اإلسالمية من العمليات الجر احية التجميلية بحث منشور على ال اريط التالي:.pdf07101http://elibrary.mediu.edu.my/books/MAL ص 8 تاريخ الزيارة 2017/4/ من صور ذلك وصل الشعر وتفليج االسنان ورسم الوشم واصالح االعضاء المبتورة. محمد الحسيني عمليات التجميل الج ارحية ومشروعيتها بين الشريعة والقانون الطبعة االولى مركز ابن ادريس الحلي للد ارسات الفقهية دمشق 2008 ص 27. محمد سامي الشوا مسؤولية االطباء وتطبيقاتها في قانون العقوبات دار النهضة العربية القاهرة 2002 ص انتشرت الج ارحة التجميلية في المجتمعات االوروبية خالل القرن التاسع عشر والعشرين وكان أبرز األطباء في ذلك الحين الدكتور جون بتير متيار والدكتوره ارولد جلينز والدكتور ارشبالد ماكيندو. مشروك رشيدة مرجع سابق ص 3. بسام محتسب باهلل السؤولية الطبية المدنية والج ازئية بين النظرية والتطبيق دار االيمان بيروت الطبعة االولى 1984 ص

16 المجتمعات الغربية والعربية حتى أصبحت في األونة األخيرة تشمل كل جسم اإلنسان دون استثناء إلى الحد الذي ت حدث فيه تغي ارت جذرية وكلية وذلك ت ازمنا مع تطور علم الميكروسكوب المركب الذي أدى إلى ظهور الج ارحة الدقيقة التي تم تطبيقها على ز ارعة األعضاء ونقل األنسجة لغايات تجميلية. 18 هذا ويعد موضوع المسؤولية المدنية المترتبة على األخطاء الطبية في الج ارحة التجميلية من الموضوعات القانونية الحديثة التي في لم تعالج القوانين الوضعية أغلب االحيان والرجوع في إلى األحكام العامة في المسؤولية الطبية التي تنظمها كصورة من صور المسؤولية المدنية. مدى فإلى أي يمكن أن تخدم األحكام العامة خصوصية هذه الج ارحة ودوافعها والت ازماتها في ظل غياب قانون خاص ينظمها يعد هذا التساؤل اإلشكالية األساسية في هذه الد ارسة والممر الذي نسعى من خالله لطرح مجموعة من التساؤالت كمعرفة ماهية الج ارحة التجميلية وماهية الخصوصية التي تميزها عن الج ارحات األخرى وما هو موقف القضاء والفقه من هذه الج ارحة وطبيعة االلت ازمات الطبية في العمل الج ارحي التجميلي وهل لاللت ازم ركنا بالتبصير أساسيا لقيام المسوؤلية الطبية في هذه الج ارحة وما طبيعة هي المسؤولية القانوينة المترتبة على الج ارحة التجميلية وما العناصر الالزمة لقيامها وما هي الحدود القانونية للمسؤولية المدنية الناشئة عن الج ارحة التجميلية وما هي اآلثار المترتبة عليها وما طبيعة اإلج ارءات القضائية المتبعة عند قيام المسؤولية الطبية في الج ارحة التجميلية 18 بومدين سامية الج ارحة التجميلية والمسؤولية المترتبة عنها رسالة داكتواره جامعة مولود معمري 2011 ص 20. 5

17 سنحاول من خالل هذه الد ارسة البحث في اإلشكالية األساسية واإلجابة على األسئلة المطروحة لتوصل إلى اإلطار القانوني والقضائي الناظم للج ارحة التجميلية في فلسطين والى أي مدى نحن بحاجة إلى قوانين خاصة تنظمها وت ارعي خصوصيتها وذلك من خالل البحث في اإلطار القانوني والقضائي الفلسطيني الناظم لموضوع المسؤولية الطبية المترتبة على الج ارحة التجميلية سواء كان ذلك في األحكام العامة أو القوانين الخاصة وبالمقارنة مع القوانين والتشريعات المحلية والدولية ذات العالقة في محاولة لحصر القصور والنقص الموجود فيه وطرح توصيات لسد الثغ ارت إن أمكن وحث المشرع الفلسطيني على مواكبة التطو ارت العلمية والطبية بإيجاد نصوص موائمة وحديثة. فأهمية هذه الد ارسة تنبع من قدسية الجسم البشري وحرمة المساس به إال في حدود الغاية العالجية ظهور مع أن البحتة إال الج ارحة التجميلية كعمل طبي في غاية الدقة والخطورة اشكاليات أثار حقيقية ومثيرة للجدل حول اآلثار التي ترتبها وتلقي بظاللها على حياة الفرد بجوانبها المختلفة خصوصا في ظل وجود تناقضات وإختالفات عميقة بين المذاهب الفقهية والقوانين الوضعية والقواعد األخالقية 19 بشأنها ال سيما مع ت ازيد اللجوء إليها في فلسطين دون وجود قواعد خاصة تنظمها وتبين المسؤولية المترتبة عليها الى جانب عدم وجود ق ار ارت قضائية متخصصة حول الموضوع هذا باإلضافة إلى كون هذه الد ارسة أول د ارسة تتناول موضوع الج ارحة التجميلية والمسؤولية المترتبة عنها المحلي الصعيد على ولعلها تكون بداية الطريق لصقل فكر معرفي حول الموضوع علميا وقانونيا. 19 من الجدير ذكره ان هذه الد ارسة لن تتناول موضوع الج ارحة التجميلية من منظور اجتماعي )النظام العام واالداب العامة( أو فقهي )الش ارئع الدينية واال ارء الفقهية( بل ستقتصر على د ارستها من مفهوم طبي وقانوني. 6

18 ولغايات ذلك ستتبنى هذه الد ارسة المنهج الوصفي التحليلي وذلك للوقوف على ماهية الجر احة التجميلية وخصوصيتها و أنواعها والت ازماتها من ثم المسؤولية المترتبة عليها من حيث نوعها وأ ركانها وآثارها إلى جانب اإلطار القانوني الفلسطيني الناظم لها لنصل الى تصور علمي كامل عن طبيعتها وخصوصيتها ومسؤوليتها كما تعتمد الد ارسة في بحثها على المنهج المقارن إلج ارء المقارنة بين الج ارحة العامة والمسؤولية الطبية بشكل عام والج ارحة التجميلية وخصوصية مسؤوليتها الطبية وذلك من خالل ق ارءة قانونية جادة في القوانين المحلية )مجلة األحكام العدلية قانون المخالفات المدنية( وبعض القوانين العربية )القانون المدني األردني القانون المدني المصري( وذلك في محاولة التوصل أحكام إلى قانونية خاصة تنظم هذه الج ارحة وتبين معالم المسؤولية المترتبة عليها. وعليه سوف تتناول هذه الد ارسة موضوع المسؤولية المدنية المترتبة على الج ارحة التجميلية وذلك من خالل التعريف بماهية هذه الج ارحة وخصوصيتها وأنواعها والت ازماتها مرو ار بالمسؤولية المترتبة عليها وأركانها واآلثار الناجمة عنها وكيفية التعامل معها قضائيا. هذه ولتحقيق الغاية ارتأينا تقسيمها إلى مقدمة وفصلين حيث تطرقنا في الفصل األول إلى ماهية الج ارحة التجميلية وخصوصيتها وأنواعها وموقف الفقه منها في المبحث األول وطبيعة المسؤولية المدنية المترتبة على هذه الج ارحة وااللت ازمات الواجب اتخاذها من قبل الج ارح التجميلي الثاني. المبحث في في حين يتناول الفصل الثاني قيام هذه المسؤولية من خالل د ارسة أركان هذه المسؤولية الثالثة )الخطأ والضرر وعالقة السببية( وكيفية اثباتها في المبحث األول ليأتي المبحث الثاني ليناقش اآلثار المترتبة على قيام هذه المسؤولية وكافة 7

19 المسائل التي تتعلق بالتعويض من حيث طبيعته ومستحقيه واثباته ودعواه ونختم بخاتمة نستخلص فيها مجموعة من النتائج والتوصيات. الد ارسات السابقة أصبح لعل جليا اهمية الوقوف على طبيعة هذه الج ارحة ود ارسة في المسؤولية المترتبة عليها ونظ ار لعدم وجود د ارسات متخصصة في فلسطين حول الموضوع ال بد لنا من االطالع على أبرز الد ارسات العربية التي تناولت هذا الموضوع وذلك على النحو التالي: محمد سعيد رشدي الجوانب القانونية والتشريعية للج ارحة التجميلية "د ارسة مقارنة" جامعة.1 القاهرة مصر تناول موضوع الج ارحة التجميلية من الناحية القانونية والشرعية فتحدث عن ماهية الج ارحة التجميلية وخصوصيتها واختالفها عن الج ارحات العادية والفوائد التي تعود بها على الفرد والمجتمع ككل وأكد على خصوصيتها إذ ال بد أن ت ارعي القوانين وعلى طاولة القضاء بإعتبار الواقع فيها أن الخطأ وآلا ثار المترتبة عليه تختلف في معاييرها عن الخطأ في الج ارحات األخرى. وبالتالي تختلف مسؤولية الطبيب فيها عن غيرها كما اثنى رشدي في د ارسته على موقف الشرع في موضوع الج ارحة التجميلية ذات الدوافع التحسينية كإ ازلة التشوهات والوحمات وآثار الحروق وغيرها مبينا أن اإلباحة كانت موقفه في ذلك مع التأكيد على أن العمليات التجميلية ذات الدوافع التجميلية البحتة أو التي تحدث تغي ارت جذرية كتغير الجنس وغيره لم يتفق عليها علماء الشريعة اإلسالمية وبالتالي تبقى محل خالف من منظور الفقه االسالمي. 8

20 .1999 حسين محمد المسؤولية الطبية دار الجامعة الجديدة مصر.2 تحدث الباحث في د ارسته عن المسؤولية المدنية بصورتها العامة من ثم المسؤولية الطبية بصورتها الخاصة على أن قيامها بتوافر إعتبار الخطأ يحتاج أسانيد عدة كتقدير إلى سلوك الطبيب من قبل أف ارد مهنته وقياس مدى خطئه إذا كان في حدود ما هو متفق عليه بالعمل الطبي وتقاليد المهنة إلى جانب الظروف الخارجية التي أحاطت بالعمل من ثم تقرير مسؤوليته من عدمها في ذلك مع التأكيد أن عبء على اإلثبات على المريض مع الحفاظ على حرية القاضي في تكوين عقيدته للحكم من الق ارئن واألدلة والخب ارء وغيرهم في سبيل التوصل إلى تقرير المسؤولية وترتيب تبعاتها. مصطفى الكوني الخطا الطبي مفهومه واثاره في الشريعة جامعة النجاح الوطنية فلسطين تناول الباحث في د ارسته مفهوم األخطاء الطبية وأنواعها وطرق الوقاية منها وماهية المعايير التي يستند اليها الفقه والقضاء عند تحديد مسؤولية الطبيب من عدمها كما تطرق الى المسؤولية الطبية باركانها الثالث الخطأ والضرر والعالقة السببية مع بيان درجات وانواع الخطأ الطبي بشكل موسع وقياس ذلك بما هو متفق عليه في مهنة الطب من معايير واع ارف ال يمكن التغاضي عنها وذلك كله الى جانب موقف الشارع الذي يحدد اباحة الج ارحة من عدمها من خالل الهدف االساسي المتمثل بحفظ الضرو ارت الخمس من وجهة نظر الفقه. وهي النفس والمال والنسل والعقل والدين واالثار المترتبة على هذه االخطاء 9

21 داوادي صح ارء مسؤولية الطب في الج ارحة التجميلية " رسالة ماجستير" جامعة قاصدي.4 الج ازئر مرباح تطرقت الباحثة في د ارستها الى الج ارحة التجميلية ومسؤولياتها من خالل بيانها للتطور الحاصل بالعالج الطبي بشكل عام وانتقالها من المعنى التقليدي إلى ما يحقق رضا النفس وتحقيق الذات بما يعرف بالج ارحة التجميلية من خالل المرور على المحطات التاريخية لها وبيان لمفهومها وخصوصيتها وأركان المسؤولية المترتبة عليها مع التأكيد على ضرورة وجود إطار قانوني خاص ينظم هذه الج ارحات م ارعية إختالفها عن الج ارحات العادية األخرى على أن يمتد هذا التطور إلى القضاء وأروقة المحاكم وشركات التأمين لتكن البنية القانونية والوقائية لمثل هذه الج ارحات كاملة ومتينة. نادية قزمار الج ارحة التجميلية الجوانب القانونية والشرعية "د ارسة مقارنة" جامعة فالدلفيا تناولت الباحثة في هذه الد ارسة موضوع الد ارسة التجميلية بمفهومها الحديث بالجوانب القانونية والشرعية وذالك بطرح األدلة الشرعية والقانونية التي تخدم ذلك وتطرقت إلى مفهوم الج ارحة و أنواعه والمسؤولية المترتبة عليها إلى جانب توضيح بعض المصطلحات الغامضة كالجمال والتجميل وم ارمي هذه المصطلحات في القانون والفقه االسالمي مع إعطائها مساحة واسعة من الد ارسة للجانب الفقهي اإلسالمي متوصلة إلى أن التحليل والتحريم بذلك يعود الى نتيجة البحث في داللة التصرف لمعرفة الغاية من القيام بعملية التجميل. ومن الناحية القانونية بينت أن القوانين المقارنة قد توسعت في مفهوم 10

22 المسؤولية المدنية عن الخطأ إلى الحد الذي يرتب التبعة على المسؤول دون حدوث خطأ وذلك استنادا فكرة إلى إفت ارض الخطأ وتحمل تبعاته من تعويض وغيره. تأتي هذه الرسالة لمواصلة الجهد المعرفي المبذول في هذا الموضوع وتغطية للموضوعات التي لم تتم معالجتها في الد ارسات السابقة في ضوء القوانين المطبقة في فلسطين بالخصوص أن ال سيما المنظومة القانونية الفلسطينية لم تتطرق الى مثل هذه الج ارحة في قوانينها بشكل صريح بل اعتمدت على القواعد العامة في المسؤولية. كما تعد هذه الد ارسة األولى التي تبحث في موضوع الج ارحة التجميلية من منظور القانون الفلسطيني إذ سنحاول من خاللها تحليل النصوص القانونية وطرح أفكار وتوصيات لسد الثغ ارت والنواقص الموجودة وفتح آفاق بحثية جديدة من خالل تساؤالت تطرح أثناء الد ارسة. 11

23 ماهية األول: الفصل المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية يتناول هذا الفصل مفهوم الج ارحة التجميلية من منظورها الفقهي وأنواعها في المبحث األول والمسؤولية المدنية المترتبة على هذه الج ارحة من حيث طبيعتها وخصوصية الت ازماتها في المبحث الثاني وذلك على النحو التالي: المبحث األول: تحديد مفهوم الج ارحة التجميلية وأنواعها يتطرق هذا المبحث الى مفهوم الج ارحة التجميلية في المطلب األول و أنواعها في المطلب الثاني وذلك على النحو التالي: المطلب األول: مفهوم الج ارحة التجميلية تعد الج ارحة التجميلية تعبي ار مستحدثا لفرع من فروع العلوم الطبية وانعكاسا ألحدث الصور التي قد تقع عليها الج ارحة الطبية وبالرجوع الى أصول الج ارحة التجميلية لغة نجدها تعود الى أصول 20 يونانية يقصد بها العمل اليدوي الدافع للشعور بالجمال ثم أصبح يتعرف عليها باللغة االنجليزية أي الج ارحة البالستيكية أو التصنيعية أو ما يعرف بجر احة الترف أو الج ارحة )surgery plastic( التكميلية أو التحسينية. 21 أما في اللغة العربية فينقسم المصطلح 22 إلى قسمين وهما التجميل والج ارحة 20 كيسي زهيرة االساس القانوني للمسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية وطبيعتها القانونية مجلة االجتهاد للد ارسات القانونية واالقتصادية المركز الجامعي لتامنغست العددالسابع 2015 ص محمد الحسيني مرجع سابق ص 21. مروة محمد احكام الج ارحة التجميل العالجية والتحسينية جامعة المدينة العالمية ماليزيا ص 1 منشور على ال اربطا لتالي: 12

24 فالج ارحة لغة مصدر من الفعل ج ر ح وجرحه يجرحه جرحا أي أثر به بالسالح أو شق بعض من 23 إصطالحا وهي بدنه. إج ارء طبي يعتمد على شق بعض من أج ازء جسم اإلنسان في سبيل عالجه واصالحه. 24 اما التجميل لغة من الفعل جمل أي تزين وتجمل ليتجذب البهاء واإلضاءة والمقصود به إصطالحا التصرف بالبدن ليصبح أكثر بهاء وحسنا في مظهره الخارجي من خالل التدخل الج ارحي أو غيره. 25 أما الج ارحة التجميلية من ناحيتها الموضوعية فقد أصبحت تتبلور وتأخذ منحى واضحا بين الفقهاء ورجال القانون لذلك ورد في بيانها العديد من التعريفات فقد عرفها األطباء مجتمعين على أنها "ج ارحة تقام لتحسين شكل جزء من أج ازء الجسم الظاهرة أو وظيفته أو إلى تشوه إذا ما تعرض الدكتور لويس عرفها د ارتيج كمؤسس لج ارحة التجميل على أنها "مجموعة العمليات التي نقص" 26 كما ظاهر الجسم في مكتسبة أو طبيعية عيوب عالج منها الغرض يكون والتي بالشكل تتعلق البشري للفرد". 27 في القيمة تؤثر اإلجتماعية أو الشخصية أما فقهاء القانون إتجهوا في تعريفها فقد إلى كونها "الج ارحة منها عالج الهدف يكون ال التي مرض ما بواسطة التدخل الج ارحي بفعل مكتسب واقع المريض جسم في تشويه إ ازلة وإنما أو خلقي أو لسان العرب البن منظور المجلد االول الجزء السابع دار المعارف مصر ص 586. نادية قزمار مرجع سابق ص 36. ليلى حداد ج ارحة التجميل جامعة تيزي وزو كلية الحقوق 2008 ص 379. جمال الذيب الج ارحة التجميلية في الشريعة االسالمية جامعة مولود معمري تيزي وزو 2008 ص 205 ص محمد الشنقيطي مرجع سابق ص 182. منذر الفضل مرجع سابق ص 8. 13

25 وظيفي". 28 وفي تعريف آخر اعتبروها نوعا من العمليات الج ارحية الطبية التي تستهدف إدخال العالج بهدف إما البشري الجسم على تغيي ارت أو تعديالت ومعالجة الترميم عمليات في كما هو السائدة". 29 التحسين بهدف أو الحروق والجمال الحسن المعايير وفق والتغيير وأكد آخرون على أنها تتهدف ج ارحة إلى إصالح األعضاء فقدت نتيجة أخرى أعضاء محل أعضاء إحالل أو خلقية عيوب ولد بها اإلنسان اإلسالمي الفقه اإلسالمي مجمع مجلس ذهب حين في التعاون منظمة عن المنبثق الدولي إلى البشري الجسم أج ازء من جزء شكل تعديل على تعمل التي "الج ارحة بأنها التجميل عملية تعريف فيه". 32 أما المجلس أثر خلل أصابه إذا وظيفته إعادة أو الظاهرة األمريكي للج ارحة أو التجميلية فأكد على الجمالية أنها "تخصص للطب فرعي والج ارحة مهمته تحسين المظهر على تقتصر من خالل التقنيات الطبية والج ارحية للحفاظ المظهر على أو تعزيزه أو الطبيعي استعادته لمستوى الجمال يقارب متناسب المثالي وتضم هذه الج ارحة تخصصات متعددة تشمل ج ارحة والرقبة ال أرس والجسم ككل" منذر الفضل المسؤولية الطبية )د ارسة مقارنة( دار الثقافة ط. 1 االردن 2012 ص حماوي الشريف مدى االلت ازم الطبيب في الج ارحة التجميلية مجلة االجتهاد للد ارسات القانونية واالقتصادية المركز الجامعي لتامنغست العدد األول 2012 ص محمد الحسيني مرجع سابق ص 22. منذر الفضل مرجع سابق ص 8. محمد الحسيني مرجع سابق ص 24. من الجدير ذكره ان منظمة التعاون اإلسالمي كانت تدعى منظمة المؤتمر اإلسالمي اال انه تم تغيير االسم ليصبح )منظمة التعاون اإلسالمي( في الدورة )38( لمجلس وز ارء الخارجية بالدول األعضاءفي عاصمة جمهورية كا ازخستان أستانة بتاريخ كانون الثاني ليلى حداد مرجع سابق ص 380. مشروك رشيدة مرجع سابق ص

26 فالج ارحة التجميلية عبارة عن عمل طبي تسعى من خالله لتحسين وتجميل منظر وشكل جزء من أجز اء جسم االنسان سواء كان ظاهريا أو داخليا وقد تكون هذه الج ارحة إختيارية هدفها التزين والتجمل دون وجود أي حاجة للعالج أو الشفاء وقد تكون ضرورية ناتجة عن حدوث تشوه أو غيره أو نقص في جسم اإلنسان فتهدف إلى العالج والشفاء من ذلك عن طريق هذه الج ارحة. 34 وبالتدقيق في التعريفات السابقة نجد أن الفقه والطب تباينا في موقفهما من شمولية الج ارحة التجميلية بين الغاية العالجية والغاية الجمالية فمنهم من قصر الج ارحة التجميلية على التحسينات التي تجرى على جسم اإلنسان بهدف العالج وإ ازلة التشوه الواقع على جسم اإلنسان ومنهم من جمع بين الج ارحة التجميلية التي تقوم بهدف العالج و أخرى تجرى تحقيقا للرغبة الجمالية والكمالية فقط. المطلب الثاني: أنواع الج ارحة التجميلية انقسمت الج ارحة التجميلية بحسب الغاية الحقيقية من إلى نوعين إج ارئها 35 أساسيين : أولهما الج ارحة التجميلية الضرورية والتي تسمى ايضا بالج ارحة التقويمية التصلحية أو ج ارحات التشوهات وإعادة البناء والتي تهدف بشكل إصالح إلى أساسي أعضاء جسم اإلنسان التي قد شوهت أو فقدت نتيجة أسباب خلقية تظهر منذ والدة الشخص كتشوه األصابع والشفاه وغيرها أو أسباب مكتسبة تحدث نتيجة حادث أو مرض كحوادث السير ونزع أو بتر بعض األعضاء إل ازلة األو ارم الخبيثة وذلك كله نادية قزمار مرجع سابق ص 40 ص- ص محمد السمري ضوابط ومشروعية ج ارحة التجميل والمسؤولية الناشئة عنها )د ارسة مقارنة( رسالة ماجستير جامعة القاهرة مصر

27 يهدف الى إعادة هذه األعضاء لوظيفتها الحيوية ووضعها المعتاد في جسم اإلنسان 36 إلى جانب تحقيق الرضا النفسي للشخص عند الخالص من هذه التشوهات وتأثي ارتها السلبية على ثقته وإنتاجيته في محيطه. 37 وثانيهما الج ارحة التجميلية غير الضرورية 38 والتي تسمى الج ارحة التحسينية المحضة والتي يتبلور هدفها الوحيد بالتجمل والتزين البحت للظهور بأفضل وأجمل الصور التي توحي بصغر العمر وشبابه لذلك تنصب بمجملها على تحسينات في الشكل الخارجي وعمليات التشبيب بحيث يكون دافعها الوحيد تحقيق الجمال المثالي الكامل من وجهة نظر هذا الشخص. 39 وبالتدقيق في كال النوعين سابقي الذكر نجدهما يختلفان في جوانب عدة فالدافع و ارء اج ارء العملية التجميلية الضرورية عالجي بالدرجة األولى وتجميلي بالدرجة الثانية لكونها تتم لعالج عجز خلقي أو مكتسب بهدف إعادة العضو لوضعه الطبيعي والوظيفي إلى جانب تحقيق مستوى جمالي يبعث نوعا من الر احة والثقة في نفس الشخص المعالج. أما الج ارحة التجميلية غير الضرورية فتقوم أساسا على الدافع التجميلي البحت ليبدو الشخص أكثر جماال وشبابا بعد اج ارئها 40 لذلك عادة ما تكون محل هذه العمليات التجميلية ظاهرة وخارجية لكونها تؤثر على الشكل والمظهر فقط مما جعل البعض يطلق طالل العجاج المسؤولية المدنية للطبيب )د ارسة مقارنة( الطبعةاالولى عالم الكتب الحديث االردن 2011 ص ومن االمثلة على ذلك عالج ام ارض النظر بما يسمى حديثا الليزر والليزك بما تشمله من عالج للتقويم النظر واالنتهاء من المعاناة النفسية للعدسات والنظا ارت وتأثيرها النفسي على الشخص كذلك عمليات تعويض الثدي الصناي بعد ا ازلته نتيجة االوارم الخبيثة. جمال رمضان مسؤولية االطباء والج ارحين المدنية في ضوء القضاء والفقه الفرنسي دار الفكر الجامعي االسكندرية 2008 ص ومن ابرز الصور على هذه الج ارحة عمليات الشكل كتجميل االنف والذقن والثديين واألذن والبطن كذلك عمليات التشبيب التي يجريها كبار السن ليبدو اصغر سننا كتجميل الوجه وشد التجاعيد واألرداف والحواجب. الهام عبدهللاا جنيد مرجع سابق ص 13. وفاء شعاوي المسؤولية الطبية في الج ارحة التجميلية )رسالة ماجستير( جامعة مولود معمري الج ازئر 2008 ص 239. طالل العجاج المرجع السابق ص ص- 40 عبد اللطيف الحسيني المسؤولية المدنية عن االخطاء المهنية الشركة العالمية للكتاب بيروت 1987 ص

28 على ال ارغب في العمليات التجميلية البحتة بالزبون باعتباره ال يعاني من مرض وال بحاجة للعالج بالمفهوم الطبي المتعرف عليه بينما يسمى مريضا حين يلجأ الى العمليات التجميلية الضرورية قاصدا العالج. 41 وفي حقيقة األمر هناك صعوبة في التمييز بين نوعي هذه الج ارحة العتماد ذلك بشكل كبير على دوافع داخلية في باطن الشخص الالجئ اليها إلى جانب نسبية األمر النفسي والجمالي بين الناس وإختالطهما في العديد من هذه العلميات. 42 لذلك وجدت عدة معايير للتميز بينهما كالدافع او نوع العيب المعالج أو النتيجة المتحققة. ومن وجهة نظر الباحثة يكون تحديد نوع الج ارحة التجميلية باالعتماد على الدافع الحقيقي للشخص إلى جانب ال أري الطبي بمدى تأثير هذا التدخل على الصحة العالجية له فحين يكون الدافع عالجيا ومقترنا وجماليا بضرورة عالجية تفرضها حالة الجسم واستم اررية عمل أجهزته وأعضائها تكون الج ارحة تجميلية ضرورية. أما إذا كانت غايتها تجميلية بحتة وال تأثير إلج ارئها على الوضع الصحي للشخص فإنها تعد ج ارحة تجميلية غير ضرورية منذر الفضل مرجع سابق ص 7. ومن المواضيع المثيرة للجدل في االونة االخيرة بهذا الخصوص هي عمليات تغيير الجنس التي تتباين في غايتها ومقصدها ومسبباتها فمنها ما يعود السباب عالجية نفسية أو بيولوجية كالخنثى والذي تستدعي حالته الج ارحة التجميلية الضرورية لعالج الغموض والتشوه الحاصل لديه في االعضاء التناسلية الجامعة بين الذكورة واالنوثة ليتضح في ذلك الدافع العالجي والنفسي وحاالت اخرو رغم سالمة الجهاز التناسلي لديها اال ان الميول النفسي في حالة مرضية تسدعي عالجه في حين توجد حاالت ال تستدعيها اي غاية عالجية وانما يقتصر الموضوع حول رغبات شخصية لذلك نجد ان ال ارغبين في ذلك ال توجد لديهم اية اشكاليات صحية او نفسية أو اية تشوهات في اعضائهم التناسية لذلك يصعب علينا تحديد طبيعة العملية التجميلية من حيث ضرورتها من عدمها لكون ذلك يعود الى مسببات ودوافع اللجوء لهذه العمليات ونرى ان هذا الموضوع يحتاج لد ارسات طبية وقانونية متخصصة تبرز مالمحه واشكاليه للمزيد انظر الى: احمد محمود سعد تغيير الجنس بين الحظر واالباحة ط. 1 دار النهضة العربية مصر

29 وعلى الرغم من ذلك نجد أن إنتشار هذه الج ارحة واإلقبال عليها بهذا الشكل حتى عندما تكون دوافعها تجميلية فقط يعود في حقيقته الى أهمية هذه الج ارحة فعال وتأثيرها اإليجابي على حياة االنسان وطاقاته إلرتباطها بشكل وثيق بغريزة اإلنسان من حيث حبه للتجمل والكمال الداخلي والخارجي وبالتالي زيادة ثقته بنفسه وقدرته على العطاء واإلنتاج وغيره. وعليه فقد تكون األسباب الدافعة الى إج ارء مثل هذه العمليات داخلية ناجمة عن أسباب نفسية خاصة بالشخص تتجسد بمجموعة من اآلالم النفسية التي يعاني منها نتيجة عيب ي اره في جسده يصل الى حد المرض الذي يدفعة الى للبحث عن حلول إليقاف هذ األلم المستمر بأي طريقة من الطرق حتى لو كانت بالتدخل الج ارحي 43 والذي يحدث حقا عند إج ارء العمليات التجميلية. إال أن هذه العمليات والتي تتم اعتمادا على شعور داخلي خاص قد يسشعره وحده بالشخص أن يلحظ دون أي من المحيط ذلك التشوه أو العيب الذي ي اره أثارت إشكالية حقيقية بما يخص مسؤولية الطبيب عن إج ارء مثل هذه العلميات خصوصا إذا لم تحقق الغاية المطلوبة منها بطرح التساؤل الذي يفيد بمدى قدرة الطبيب على تقدير الوضع النفسي للشخص وهل يستدعي وضعه النفسي حقا التدخل الج ارحي أم كان باإلمكان عالجه بطرق أخرى اختلف الفقهاء في اإلجابة على هذا التساؤل فمنهم من اتجه نحو تأيدد إج ر اء مثل هذه العمليات التجميلية مهما كانت حدة أو ضعف الدافع النفسي و ارء اج ارئها طالما أن هذه التدخل الج ارحي سيؤدي النتيجة المطلوبة من ال ارحة والرضا النفسي للشخص دون الوقوف على دقة التشخيص النفسي للحالة ودوافعها. اتجه جانب في حين اخر من الفقه إلى ضرورة تأكد الطبيب من الحالة النفسية للشخص 43 لطفي الشربيني الطب النفسي والقانون دار النهضة العربية الطبعة االولى بيروت 2001 ص

30 وعدم الرضوخ لطلباته وتوجيهه إلى طبيب نفسي يحدد إذا كانت حالته تستدعي التدخل الج ارحي أو أن باإلمكان عالجها بأية طريقة نفسية أخرى. 44 من جهة أخرى قد تكون األسباب الدافعة و ارء إج ارء هذه العمليات الج ارحية خارجية ناجمة عن ظروف مهنية أو ضغوطات مجتمعية وبيئية محيطة حيث نجد بعض الفئات يختارون الج ارحة التجميلية إلج ارء بعض التحسينات والتغي ارت في شكلهم الخارجي ليتناسب ومتطلبات المنهة التي يمتهنونها 45 باألخص المهن التي تفرض على أصحابها مستوى معينا من الشكل والجمال كالممثلين أو ال ارقصين. 46 في حين قد تكون األسباب نتاج البيئة التي تحيط بالشخص وطبيعة العالقات التي تحكم حياته فنجد البعض يلجأ للج ارحة التجميلية في الحفاظ سبيل على روابط عاطفية أو إجتماعية لما يجده في هذه العمليات من تعزيز للثقة في النفس والثبات وإعجاب اآلخر 47 وذلك كله جاء نتيجة توجيه فكر هذه الفئات نحو إعتبار الشكل الخارجي هو النافذة الوحيدة الذات وتقديس عن للتعبير ظواهر األمور على حساب عمقها وأبعادها الحقيقة. وبالرغم من ذلك إال أن ذلك كله قد ينعكس كليا عندما تكون النتائج المطلوبة غير النتائج المتحققة فعال فمهما وصلت التطو ارت العلمية والطبية قد تحدث ثغ ارت مهنية تؤدي إلى نتائج كارثية على جسم اإلنسان خصوصا عند الحديث عن الج ارحات التجميلية فاألخطاء الطبية مهما كان حجمها أو مشروك رشيدة مرجع سابق ص 20. ومن امثلة ذلك الممثلة باوال يندسك التي اجرت عملية تجميل االنف بسبب مهنها فقط. داودي صح ارء مسؤولية في الج ارحة التجميلية )رسالة ماجستير( جامعة قاصدي مرباح الج ازئر 2005 ص 4. اب ارهيم الحيلوسي الخطأ المهني والخطأ العادي في اطار المسؤولية المدنية )د ارسة مقارنة( منشو ارت الحلبي الحقوقية الطبعة االولى لبنان 2007 ص

31 نوع الج ارحة التي تمت فيها فهي ترتب بحق مرتكبها المسؤولية القانونية بكافة أن الخطأ إال أشكالها. الطبي في هذه الج ارحة قد يكون وقعه أكثر شدة وإيالما و إمتدادا على جسم اإلنسان خصوصا إذا كان الدافع و ارء إج ارئها جماليا غير عالجي إذ يصبح األمر منطويا على مجموعة من التعقيدات الفقهية والقانونية التي تنصب حول ماهية هذه الج ارحة ومشروعيتها والت ازمات هذا الطبيب وتأثيرها على طبيعة هذه المسؤولية وآثارها وعناصر قيامها وغيرها من اإلشكاليات القانونية. ولقد انقسم الفقه األجنبي إلى ثالثة إتجاهات أساسية عالجت الموضوع وفندت ما يحويه: يمثل اإلتجاه األول ال أري ال ارفض لهذه العمليات التجميلية من إنطالقا اعتبار التدخل الج ارحي يقتصر فقط على الغاية العالجية دون الغايات التجميلية البحتة وأن الطبيب الممارس لهذه العمليات دون أية غاية عالجية ما هو ممارس إال العتداء على حرمة الجسد وقدسيته حيث أكد الفقيه جارسون كواحد من أبرز مؤيدي هذا اإلتجاه أن أي طبيب يتعامل مع عضو سليم لغايات التجميل ما هو إال خروج عن حدود المهنة كذلك الفقيه كورنبروست الذي اعتبرها من األعمال الشائنة التي تهدف الى التغيير في لكن هذا اإلتجاه واجه العديد من االنتقادات من أهمها عدم م ارعاته لوجود عمليات خلقة الخالق. 48 تجميلية تتم لغايات عالجية وتجميلية في آن واحد كالتخلص من التشوهات وما يتبعه من آثار نفسية واجتماعية على الشخص خصوصا أن األلم النفسي ال يقل درجة عن األلم الجسدي 49 عندما يكون سببا في االنع ازل والبعد عن الجماعة فالطب مهنة سامية ال تقف في دورها عند المعالجة النفسية 48 عصام عابدين االخطاء الطبية بين الشريعة والقانون )رسالة دكتواره( جامعة الدول العربية معهد البحوث والد ارسات القانونية القاهرة 2005 ص رجب عبد الاله المسئولية المدنية لج ارح التجميل دار النهضة العربية القاهرة 2009 ص 5. 20

32 أيضا 50 البحتة بل تمتد إلى المعالجة النفسية االجتماعية إلى جانب ظهور مستجدات جديدة كالتشوهات الناجمة عن الحرب األولى والثانية العالمية أصبح ال بد من عالجات لها حتى لو عن طريق التجميل. 51 وقد جاء اإلتجاه الثاني بموقف وسطي من هذه الج ارحة بحيث ذهب إلى جواز الج ارحة التجميلية في حدود ضيقة ولغايات معينة محصورة في عالج العيوب البسيطة والتي ال ينطوي عليها مخاطر ولكنها تعرض أصحابها آلالم جسدية ونفسية في بيئتهم كإ ازلة الحميات وشد التجاعيد وإصالح األنوف أما إذا كانت هذه العيوب غير بسيطة والتي تعرض صاحبها لمخاطر نتيجة التدخل الج ارحي فال يجوز أن تكون عمليات التجميل هو خيارها إنطالقا من ضرورة التناسب بين حجم العيب وخطورة التدخل الج ارحي وآثاره. 52 إال أن التساؤل الجدي الذي طرح أمام أصحاب هذه ال أري كان حول معيار التمييز بين العيب البسيط والعيب الجوهري وهل يحدد من قبل الطبيب المعالج ام المريض وفي حال كان العيب بسيط ولكن آثاره جوهرية على حياة الشخص فإلى أي من العيوب قد ينتمي وما مسؤولية الطبيب في حالة الخطأ الطبي في مثل هذه الحالة. 53 ونتيجة لكل هذه التساؤالت جاء اإلتجاه الثالث الموسع في إج ارء هذه العمليات مؤكدا أن معيار التمييز بين العيوب الجوهرية والبسيطة غير محدد لذلك ال ضير في أن تكون الج ارحة التجميلية عالجا لكل من هذه العيوب طالما تحقق رضا الشخص واتجهت ا اردته نحو إج ارئها فالج ارحة التجميلية تبقى فرعا من فروع الج ارحة العامة التي تهدف إلى عصام عابدين المرجع السابق ص 88. منير حنا المسؤولية المدنية لالطباء والج ارحين دار الفكر الجامعي الطبعة الثانية مصر 2011 ص 438. منذر الفضل مرجع سابق ص 30. طالل العجاج مرجع سابق ص

33 العالج أو الوقاية من مرض محتمل على األقل حتى لو أحدث ذلك بعض اآلثار الجانبية البسيطة قائما 54. طالما أن معيار التناسب بين مخاطر وفوائد هذه الج ارحة ال ازل أما بالنسبة للفقه األسالمي والعربي انقسم في نظرته فقد تجاه إلى ثالثة هذه الج ارحة أولها إتجاهات الى رفض هذه العمليات برمتها انطالقا من اعتبا ارت دينية ترى االنسان مملوكا هلل ومسخر لعبادته إلى جانب التأكيد على فكرة حرمة المساس بجسم اإلنسان 55 إال في حدود حمايته ومعالجته فقط. أما اإلتجاه الثاني فكان داعما لمثل هذه العمليات مفندا أريه بأن غريزة اإلنسان وحبه للجمال والكمال هي أمر فطري ال يمكن منعه إال عند تعديه على حق الغير. لذلك يرى في هذه الج ارحة ممارسة لحقه في التج مل والكمال والرضا النفسي وهذا ما إتجه اليه الفقه المصري مؤكدا أن نظرته للج ارحة التجميلية 56 هي ذات النظرة للج ارحة العامة شريطة م ارعاته لمعيار التناسب بين الفائدة والضرر. وفي ظل هذا الجدل ظهر اإلتجاه الثالث معتنقا الوسطية ما بين اإلتجاهين السابقين أي ما بين الرفض واإلباحة لهذه العمليات داعيا الى البعد عن التطرف وسد ثغ ارت كل منهما في محاولة التوصل الى منافع بحتة من هذه الج ارحة التجميلية 57 وهذا ما أكده الفقه الج ازئري باألخص عندما تكون هذا الج ارحة وسيلة إل ازلة العيوب وتهدئة النفوس إلى جانب ايالئه أهمية كبيرة لدور هذه الج ارحة في عالج من ابرز اصحاب هذا االتجاه مازو ونيجر والكاس وبيرو. عصام عابدين مرجع سابق ص 93. محمد شبير احكام الج ارحة التجميلية في الفقة االسالمي كلية الشريعة والد ارسات االسالمية جامعة الكويت ص 4. مشروك رشيدة مرجع سابق ص 39. منذر الفضل المرجع السابق ص

34 المخنثين وتصحيح كانت أو خاصة. 58 أوضاعهم انطالقا من القاعدة الشرعية القائلة بنزول الحاجة منزلة الضروة عامة إال أن ما يعمق هذا الجدل ويثير إشكاليات قانونية حقيقية هو اختالف الدافع نحو إج ارء مثل هذه العمليات ما بين الحاجة العالجية الملحة كإ ازلة التشوهات وغيرها والحاجة الجمالية الترفيهية والتي اصبحت تأخذ اتساعا اكبر في العالم عامة وفي المجتمعات العربية خاصة وذلك كله في ظل غياب نصوص قانونية خاصة تبين المسؤولية القانونية المترتبة اخطاء وقوع حال طبية في هذا المجال أن هناك اختالفا وخصوصا جديا في طبيعة االلت ازمات التي تقع على عاتق الطبيب في الج ارحة التجميلية عن الج ارحات األخرى. 58 مشروك رشيدة مرجع سابق ص

35 المبحث الثاني: المسؤولية المدنية في الج ارحة التجميلية من حيث الطبيعة وااللت ازمات يعود تحديد الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية بحق الشخص وفقا لنوع االلت ازم الذي وقع فيه اإلخالل فالمسؤولية القائمة بحق الشخص عند عام قانوني بواجب إخالله يتمثل بعدم االض ارر بالغير تعتبر مسؤولية تقصيرية تقوم بوقوع نوع من اإلهمال وقلة اإلحت ارز أثناء تنفيذ الت ازم القواعد العامة تفرضه واألصول والمبادئ المستقر أما عليها. إذا كان اإلخالل بالت ازم تم اإلتفاق عليه وتقريره بموجب اربطة عقدية نظمت بين أط ارفه فتكون المسؤولية المترتبة حينها مسؤولية عقدية يحكمها العقد وما جاء فيه من الت ازمات وحقوق. 59 وهذا ما قررته محكمة النقض المصرية بقولها "يقصد بالمسؤولية المدنية بوجه عام المسؤولية عن تعويض الضرر الناجم عن اإلخالل بالت ازم مقرر في ذمة المسؤول ويكون مصدر هذا االلت ازم عقدا يربطه بالمضرور فتكون مسؤوليته عقدية يحكمها ويحدد مداها العقد من جهة والقواعد الخاصة بالمسؤولية العقدية من جهة اخرى وقد يكون مصدر االلت ازم القانون في صورة تكاليف عامة يفرضها على الكافة كالت ازمهم بعدم مجاوزة سرعة معينة عند قيادة السيارة وعندئذ تكون 59 وتظهر مكامن الفرق بين هاتين المسؤوليتن في عدة مسائل كالتعويض واألض ارر التي تشملها فنجد المسؤولية العقدية تشمل الضرر المباشر المتوقع عدا حالتي الغش والخطأ الجسيم فيضاف حينها الضرر غير المتوقع بينما التقصيرية تشمل الضرر المباشر المتوقع وغير المتوقع كذلك الحال في تعدد المسائلين فالعقدية ال تقيم اية نوع من التضامن بينهما طالما ال يوجد اتفاق بالتضامن وال يوجود نص قانوني يفيد بذلك على العكس في المسؤولية التقصيرية التي تفترض التضامن بينهما كما هو الحال في القانون المصري وقانون المخالفات المدنية او تقرره المحكمة كما هو القانون االردني وغيرها من نقاط االختالف. سهى الصباحين واخرون االلت ازم في التبصير في الج ارحة التجميلية د ارسة مقارنة بين القانون االردني والمصري والفرنسي مجلة جامعة النجاح لالبحاث )العلوم االنسانية( المجلد 26 الجزء 7 االردن 2012 ص 9. 24

36 سنتناول وعليه طبيعة المسؤولية المدنية المترتبة الج ارح بحق التجميلي مسؤوليته تقصيرية". 60 والتكييف القانوني اللت ازمه في المطلب األول االلت ازمات وأبرز الملقاة على عاتقه في هذه الج ارحة في المطلب الثاني وذلك على النحو التالي: المطلب األول: طبيعة المسؤولية المدنية للج ارح التجميلي سنتناول في هذا المطلب طبيعة المسؤولية المدنية للج ارح التجميلية في الفرع األول والتكييف القانوني اللت ازم الج ارح التجميلي في الفرع الثاني وذلك على النحو التالي: الفرع األول: الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية للج ارح التجميلي تختلف طبيعة المسؤولية المدنية المترتبة بحق الج ارح التجميلي باختالف مصدر االلت ازم الواجب تنفيذه فإذا كان مصدره عقد مبرم بين الج ارح التجميلي وال ارغب في إج ارء التجميل وحدث إخالال في التنفيذ تكون المسؤولية عقدية 61 والتي عرفها الدكتور السنهوري بدوره أنها "المسؤولية التي تقوم على أساس اإلخالل بالت ازم عقدي يختلف باختالف ما اشتمل عليه العقد من االلت ازمات". 62 أما إذا كان االلت ازم مقر ار بحكم القانون ولم يقنن بأي اتفاق أو عقد فتكون المسؤولية المترتبة حينئذ مسؤولية تقصيرية محكمة النقض المصرية حكم رقم )16/1089( بتاريخ 1965/11/16. غدير ابو الرب المسؤولية المدنية للطبيب في التشريع الفلسطيني )رسالة ماجستير( جامعة بيرزيت فلسطين 2009 ص اسعد الجميلي الخطأ في المسؤولية الطبية المدنية )د ارسة مقارنة( دار الثقافة الطبعة االولى 2011 ص 53. عبد ال ارزق السنهوري الوسيط في شرح القانون المدني )نظرية االلت ازم بوجه عام ومصادر االلت ازم المجلد الثاني الطبعة الثانية منشو ارت الحلبي الحقوقية بيروت 1998 ص 747. اسعد الجميلي المرجع السابق ص

37 والتي جاء تعريفها بأنها "المسؤولية التي تقوم على اإلخالل بالت ازم قانوني واحد وهو االلت ازم بعدم الضرر". 64 الفعل أن وعليه نجد الملحق للضرر سواء كان اخالال بالت ازم تعاقدي أم قانوني للمسؤولية بحق مقرر مرتكبه وهذا ما أكدته القوانين في نصوصها كالقانون المدني الفرنسي في المادة )1382( حيث نصت "كل فعل كان أيا يقع من اإلنسان ويحدث ضر ار بالغير يلزم من وقع هذا الفعل الضار بخطئه بتعويض عن الضرر" والمادة )1383( ذاته من القانون حيث نصت "المرء ال يسأل عن الضرر الذي سببه بفعله فحسب بل يسأل كذلك عما سببه بإهماله أو عدم تبصره" 65 وكذلك القانون المدني األردني في المادة )256( حيث نصت "كل اض ارر بالغير يلزم فاعله ولو غير مميز بضمان الضرر" والقانون المدني المصري بنصها " في المادة )163( كل خطأ سبب ضر ار للغير من ارتكبه يلزم بالتعويض" 66 كذلك مجلة االحكام العدلية في المادة )20( بنصها "الضرر ي ازل" والمواد من ) ( التي تناولت الضمان في المسؤولية المترتبة على الفعل الضار والمادة )3( من قانون 1944 المخالفات المدنية رقم )36( لسنة التي نصت" يحق لكل من لحق به أذى أو ضرر بسبب مخالفة مدنية ارتكبت في فلسطين أن ينال النصفة التي يخوله إياها هذا القانون من الشخص الذي ارتكب تلك المخالفة أو المسؤول عنها" عبد ال ارزق السنهوي المرجع السابق ص 742 ص 747. بق ارءة هذاين النصين نجد ان القانون الفرنسي اقام المسؤولية المدنية بالعموم على فكرة الخطأ سواء كان عمديا كما هو في المادة )1382( وغير عمدي كما هو في المادة )1381( ليصبح الضرر الالحق والخطأ المرتكب الى جانب عالقة السببية الجامعة بينهما اركان المسؤولية المدنية الموجبة للتعويض. سعاد بختاوي المسؤولية المدنية للمهني المدين جامعة تلسمان ابو بكر بلقايد الج ازئر ص 26. نادية قزمار مرجع سابق ص

38 إال أن قيام المسؤولية العقدية أو التقصيرية بحق مرتكب اإلخالل مشروطة بعدة أمور ال بد من توافرها فقيام المسؤولية العقدية بحق الج ارح التجميلي تتطلب وجود عقد يجمع بين الطبيب ومرضاه أو عمالئه بحيث تتجه إ اردة كل منهما نحو إقامة هذه العقد وتحقيق نتائجه وتوافر الرضا الكامل عما أن يشوبه دون ورد فيه أي عيب أو نقص طالما أنه قانونيا غير مخالف للنظام العام واآلداب العامة. 67 قابل لحكمه غير أي عقد فإن وعليه أو كان مخالفا للنظام العام أو اآلداب العامة ال تقوم على أساسه المسؤولية العقدية بحق الطبيب الن بطالن األصل يؤدي إلى انعدام آثاره القانونية 68 ولكن تجدر االشارة الى احتمالية مساءلة الطبيب على اساس المسؤولية التقصيرية في حال توافرت اركانها القانونية الالزمة. وذلك إلى جانب وضوح االلت ازمات المتفق عليها في العقد المبرم بحيث تكون مبينة بصورة ال تقبل التأويل أو التغيير وذلك لكون هذه االلت ازمات هي األساس المعتبر لتحديد طبيعة اإلخالل المرتكب من الشخص فاإلخالل المؤدي لقيام المسؤولية العقدية بحق الطبيب يجب أن يكون قد ورد في العقد المتفق عليه أو كان من مقتضياته 69 كأن يتفق كل من ال ارغب في التجميل والج ارح التجميلي على سليمان مرقس الوافي قي شرح القانون المدني المجلد الثاني الطبعة الخامسة مطبعة السالم 1988 ص 382 ص يتجه بعض الفقهاء الى قيام اثر العقد بما يخص تعويض المضرور حتى في حال بطالنه على اعتبار ان العقد قد نفذ على ارض الواقع رغم بطالنه بالتالي يحق للمضرور المطالبة بالتعويض عن الضرر الالحق به نتيجة االخالل ببنود العقد وقيام المسؤولية العقدية بحقه. سعاد بختاوي مرجع سابق ص 19. قد تكون االلت ازمات المترتبة بموجب العقد صريحة تم ذكرها في بنود العقد أو ضمنية يفترضها العقد ومقاصده وتكون من مقتضياته لغايات تنفيذه كااللت ازمات العامة. سليمان مرقس مرجع سابق ص

39 تصحيح وتجميل شكل األنف بصورة معينة ولم تتحقق النتيجة المطلوبة مع ضرورة اإلشارة إلى أن العديد من االلت ازمات قد تقيم المسؤولية بحق الشخص رغم عدم بيانها في العقد المبرم وذلك وفقا لمقتضياته. 70 ويشترط أن يكون المدعي المضرور من اإلخالل بالت ازم العقدي له مصلحة يحميها القانون ولعل ابرز االشكاليات التي اثارها هذا الشرط قيام احد بابرم عقد طبي مع الطبيب دون ان يحمل صفة المريض أو من يمثله فاتجه الفقه الى اعتبار المسؤولية العقدية تبقى قائمة في حال ورد اخالل بااللت ازمات الواردة بالعقد وذلك على اعتبار الذي الغير أن ابرم العقد باسمه واشترط مصلحة مباشرة للمريض في بنود العقد تحكمه المسؤولية العقدية بين الطبيب والمريض على اساس اشت ارط الغير في لمصلحة العقد المبرم بين المشترط والمتعهد. 71 ويحق للشخص المبرم للعقد أو خلفه العام أو الخاص المطالبة بالتعويض نتيجة الضرر الالحق به من الشخص مرتكب اإلخالل بالت ازم تم االتفاق عليه وما عدا ذلك من المتضررين من الضرر الالحق بهذا الشخص كالمعاليين من غير الخلف 72 وهذا ما سنبينه تفصيال في المبحث الثاني من الفصل الثاني. 70 وفاء ابو جميل الخطأ الطبي )د ارسة تحليلية في مصر وفرنسا( دار النهضة العربية مصر 1987 ص اسعد الجميلي مرجع سابق ص 96 ص- 97. وفاء ابو جميل مرجع سابق ص 37. حسن االب ارشي مسؤولية االطباء والج ارحين المدنية في التشريع المصري والقانون المقارن ( رسالة داكتواره( دار النشر للجامعات العربية 1951 ص

40 وبالتدقيق فيما سبق نجد أن المسؤولية العقدية ال تقوم بحق الج ارح التجميلي إال بوجود عقد قابل لحكمه بين أط ارفه غير مخالف للنظام العام أو اآلداب العامة وان يكون اإلخالل بالت ازم تم االتفاق عليه في العقد المبرم وأن يكون المدعي المضرور ذاته أو من له مصلحة القانون. 73 يحميها وهذا ما اتجه إليه القضاء في بعض أحكامه كالقضاء الفرنسي 74 الذي أستقر على اعتبار مسؤولية الطبيب مسؤولية عقدية حين قرر"أن يتكون بين المريض وطبيبه عقد حقيقي ال يلتزم فيه الطبيب بشفاء المريض التام ونأ يلتزم ببذل جهود صادقة ومخلصة مصدرها الضمير ومؤادها اليقظة واالنتباه وهذه الجهود تقتضي أن تكون متطابقة في غير األحوال االستثنائية لألصول العلمية الثابتة وأن اإلخالل حتى غير المقصود بهذا االلت ازم التعاقدي يرتب مسؤولية من نفس النوع تعاقدية أيضا " 75 وكذلك 73 Maimela, Charles, Professional Medical Malpractice: Legal Liability of the Plastic Surgeon (November 29, 2013). Journal of Contemporary Roman-Dutch Law, Vol. 76, p , ذهب القضاء الفرنسي فترة من الزمن العتبار مسؤولية الطبيب مسؤولية تقصيرية حتى صدر حكما من محكمة النقض الفرنسية في 20 ايار 1936 مؤكدا على الحكم المطعون فيه من محكمة استئناف اكس والذي بموجبه تحول موقف القضاء الفرنسي من المسؤولية التقصيرية الى المسؤولية العقدية حيث اعتبرت ان اساس مسؤولية الطبيب هي بنود العقد وااللت ازمات الواردة فيه وليس االلت ازم القانوني المقرر في المادة )1382( مع ضرورة االشارة الى ان الدعوى المرفوعة كانت نتيجة قضية تتلخص وقائعها في سيدة اتجهت للطبيب لمعالجة مشكلة في انفها اال انها نتيجة االشعة التي استخدمها الطبيب بشكل مباشر تعرضت لمشاكل في عضالت الوجه وحين رفعت الدعوى تلقت دفعا من المدعى عليه بسقوطها بالتقادم على اساس المسؤولية التقصيرية اال ان المحكمة ومع تحولها الى اعتبار اساس مسؤولية الطبيب مسؤولية عقدية لم تأخذ بالدفع المقدم وأكدت على ان هذه الحالة ال تخضع للتقادم الثالثي. اسعد الجميلي مرجع سابق ص 85 ص 86. محمد شقفة المسؤولية المدنية التقصيرية المترتبة على عمل الطبيب مجلة المحامون السورريون العدد الخامس 1971 ص 135. سليمان مرقس مرجع سابق ص